·´†`· الصحوة القبطية ·´†`·

[center]بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

·´†`· الصحوة القبطية ·´†`·

[center]بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين

·´†`· الصحوة القبطية ·´†`·

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المسيح الهنا .. الحرية هدفنا .. الشهادة اكليلنا


    البشاشة بقلم البابا شنودة الثالث

    sallyinjesus
    sallyinjesus
    -----------
    -----------


    انثى
    عدد المساهمات : 259
    تاريخ التسجيل : 03/07/2009
    العمر : 53

    البشاشة بقلم البابا شنودة الثالث Empty البشاشة بقلم البابا شنودة الثالث

    مُساهمة من طرف sallyinjesus 06.07.09 2:09

    البشاشة بقلم البابا شنودة الثالث



    البشاشة
    فضيلة اجتماعية مميزة فالإنسان البشوش يسعد الناس ببشاشته، يشركهم معه في
    فرحه أو في سلامه وهم يستبشرون به، إذ ينقلهم إلي نفس مشاعر البهجة التي
    له.


    إنه
    يشيع السلام حوله. ويبعث الطمأنينه في قلوب الأخرين. وبشاشته تشع من نظرات
    عينيه, ومن ابتسامته ومن ملامح وجهه، ومن أسلوب حديثه. أنه نفس مستريحة من
    الداخل، وقادرة علي إراحة الغير. تشعر من حولها بأنه لا يوجد مايدعو إلي
    الكآبه، بل هناك فرح علي الرغم من كل شيء .


    **الإنسان البشوش لا يسمح للمشاكل بأن تحصره داخلها. وإنما يكسر دائراتها ويفتح له بابا ليخرج منها.

    إنه
    لا يعتمد علي عقله وحده، وإنما علي الإيمان بالأكثر. أي الإيمان بالله
    الذي يحب البشر. ودائماً يعمل معهم خيراً. فإن كنا هذا الخير، فذلك قصور
    منا لا يمنع من وجود الخير أو من انتظار مجيئه.


    **الإنسان
    البشوش، حتي إن حاربته الأخزان من كل جانب، يقول لنفسه : " وما ذنب الناس
    في ان يروني عابس الوجه فيحزنوا ؟! " لذلك فهو في نبل نفسه – إن أدركه
    الحزن – يحتفظ به لذاته وحده. ويقدم بشاشته للآخرين. فهو لا يشركهم في
    الحزن بل في الفرح.


    **الإنسان
    البشوش ينتصر علي المتاعب، ولا تنتصر المتاعب عليه. إنه لا يقع في الحصر
    النفسي، ولا تكون نفسه عدوّه له في داخله. وهنا يكون عقله صديقاً له،
    ودائماً يريحه.


    أما
    الكئيب، فعقله يكون ألد أعدائه، لأنه يصور له متاعب، ربما لا وجود لها.
    ودائماً يضخم له مايمكن أن تنتظره من مشاكل. ويغلق أمامه أبواب الحلول ..!
    وإن أراد أن يخرج من بيته، يقول له : " لا تنس المتاعب التي ستقابلك ! "


    **الإنسان
    البشوش حقاً هو الذي يتمتع بالبشاشة الداخلية. فهو ليس فقط بشوشاً في
    مظهره، من الخارج. بل البشاشة تملك أعماق قلبه وفكره، وتنبع من داخله. فلا
    يحمل هماً... إذا أخطأ : فبدلاً من أن يفقد بشاشته، يعمل علي إصلاح الخطأ
    وحينئذ يعيش في سلام داخلي وفي سلام مع الله. كثيرون إذا وقعوا في خطأ أو
    في مشكلة، يكون الرد الطبيعي عندهم هو الكآبه.


    ولكن
    الكآبه ليست حلاً عملياً للمشاكل. أما الشخص البشوش، فإنه يبحث عن الحل
    العملي الذي يتخلص به من المشكلة وينقذه من الكآبه. فإن وجد الحل، تزول
    المشكلة ويملكه الفرح.


    **أما
    الكئيب : فإن المشكلة تستولي علي كيانه كله. وبالأكثر عقله ومشاعره. فيظل
    يفكر في المشكلة وأعماقها وأبعادها، وكيف حدثت، وما يتوقعه من نتائج سوداء
    لها.. فيزداد كآبه، ولا يفكر مطلقاً في حل المشكلة وإن فكر في حل، فإنه
    يستصعبه ويضع أمامه العقبات .. أو يتخيل أنه لا حل ..!


    وهنا تشمل الكآبه كل تفكيره. فلا يبصر الحل وهو موجود! وهكذا يستمر في كآبته، بل تزداد بلك الكآبه. ولا يستطيع أن يكون بشوشاً.

    **الإنسان البشوش إن لم يجد حلاً لمشاكله، يتركها إلي الله، وينساها في يديه الإلهيتين.

    أما الكئيب، فلا يستطيع أن ينسي مشاكله. إنها قائمه دائماً أمام عينيه، تتعبه وتزعجه.

    وكلما
    فكر فيها، ترهق أعصابه. وربما يحتاج إلي طبيب نفسي، يعطيه منوماً أو
    مهدئاً، لكي تستريح أعصابه. علي أن تلك المهدئات، هي مجرد علاج من الخارج،
    بينما الداخل في تعب ...


    **البشوش
    لا يعطي للمتاعب وزنا فوق وزنها الطبيبعي. وكثير من الأمور يأخدها ببساطة،
    فلا تتعقد أمامه. وبطبيعة نفسه لا يتضايق إلا من الأمور التي هي فوق
    الاحتمال.. وهو في العاده له قلب واسع لا يتضايق لأي سبب، ولا يفقد بشاشته.


    **إن
    الإنسان عموماً قد يفقد بشاشته بسبب عدم الاكتفاء. أي أنه لا يكتفي بما
    عنده، بل يتطلع باستمرار إلي طموحات عاليه ربما لا تكون سهلة المنال. فإن
    لم ينلها يكتئب. ولهذا فالإنسان القنوع الراضي بما قسم الله له، يكون
    دائماً بشوشاً شاكراً، إن الطامع في منصب كبير أو في مستوي عال، إن لم
    تتحقق آماله، فإنه يكتئب ويفقد بشاشته. ومن العجيب أن كبار الأغنياء قد
    يقفدون بشاشتهم أيضاً، إن أرادوا نمواً لثرواتهم ولم يتحقق ذلك. وقد يتحقق
    لهم ما يريدون، ومع ذلك يفقدون البشاشة إذ يجدون أمامهم ضرائب ومستحقات
    للدولة لا يحبون دفعها كلها. وإن لجأوا إلي التهرب الضريبي تصدمهم قضايا
    وأحكام تفقدهم البشاشة أيضاً !!


    **الإنسان البشوش يحب
    أن يكون جميع الناس بشوشين مثله. فلذلك هو يحاول دائماً أن ينسيهم
    أحزانهم، ويشع فيهم الاطمئنان، ويبحث عن حلول لمشاكلهم، ويعطيهم تعليلاً
    مريحاً لكل الضيقات، يجلب البهجة لهم مهما حدث..


    إنه
    يخفف من قدر المتاعب، ولا يحسب لها ثقلاً. وفي كل مشكلة تحل لغيره، يريحه
    بأن الرب الحنون المحب يقول : " تعالوا إلي يا جميع التعابي والثقيلي
    الأحمال وأنا أريحكم " .


    **الإنسان
    البشوش لا يعيش في التعب الحاضر، وإنما بالرجاء يعيش في الفرح المقبل يعيش
    سعيداً ولو في الخيال. وله إيمان أن الله لابد سينقذه من تعبه. إنه مؤمن
    بالمعونة الإلهية التي لا يشك مطلقاً في وصولها إليه. إن لم يكن اليوم
    فغداً.


    **هناك
    مشكلة في موضوع البشاشة وهي أن البعض يخلط بين الجدية والعبوسة، وبين
    الضحك والخطيئة. وكأن الذي لا يكون عابساً، فهو بالضرورة يكون عابثاً !!
    أو علي الأقل يكون ساهياً عن نفسه، أو غافلاً عن الاهتمام بأبديته وناسياً
    لخطاياه. ومن هنا نري أن بعض المتدينين أو رجال الدين يحرصون دائماً أن
    يتصفوا بالجدية أو بالتزمت. وهذا يقودهم إلي أن يكون كل منهم عابساً.
    ويعتبرون المرح أو البشاشة حراماً ..!


    وهذا
    التزمت له خطورته، لأنهم يخيفون الناس من التدين. أو هم يقدمون للناس صورة
    عن التدين غير سليمة. ونقول : لماذا لا يكون الإنسان متديناً، ومرحاً
    وبشوشاً في نفس الوقت ؟


    وهل معني التدين أن ينفصل الإنسان عن الحياة الاجتماعية وما فيها من مرح وبهجة ؟

    وهل
    إذا ضحك المتدين يبكته ضميره ؟ وماذا عن الحفلات التي تتميز بالمرح، هل
    مستواها هابط ؟ وماذا عن الطفل الذي يحب أن يضحك، ويحب من يضحكه ؟ هل
    نعلمه التزمت ؟!




    منقولة من جريدة الأهرام

    الأحد 22/3/2009
    _________________

      الوقت/التاريخ الآن هو 19.05.24 21:24